قصة الملك شهريار
كان شهريار ملك البلاد واخوه شاه زمان ، ملك للعجم ، فإشتاق الملك شهريار للقاء اخيه شاه الزمان ، حيث لم يلتقي منذ 20 عاما ، فارسل شهريار وزيره لأخيه شاه الزمان ، يدعوه لكي يأتي فوافق شاه الزمان بزياره خيه ، وخرج مع الخدم والوزراء للذهاب الى بلد اخيه شهرايار ، وعين أحد وزرائه مكانه في الملك ، إلى أن يعود للبلاد ، فلما كان في منتصف الليل تذكر حاجه قد نسيها في قصره ليلا ، فرجع ودخل قصره فوجد زوجته نائمة في فراشها ، مع عبد أسود من العبيد ، فلما رأي هذا أسودت الدنيا في وجهه ، وقال في نفسه ، إن هذا الأمر قد وقع ، وأنا ما فارقت المدينه فكيف حال هذه العاهره اذا غبت عند اخي مدة .
اقرأ ايضا
قصص من كتاب الف ليلة وليلة ملخصة حكاية التاجر مع العفريت
ثم اخذ سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش، ورجع الى اخيه وسار حتى وصل الى مدينه اخيه شهريار ، فرح أخيه بقدومه ثم خرج إليه وسلم عليه ، وفرح به وزين له المدينه ، وجلس معه يتحدث بإنشراح ، فتذكر الملك شاه الزمان ما كان من امر زوجته الفاسدة ، فحصل عنده غم وهم فاسود وجهه وضعف جسمه ، فلما رأه أخوه على هذه الحاله ، ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده ومملكه ، فتركه وشأنه ولم يسال عن ذلك ، ثم يا اخي انا في جرح والم كبير اتركني وشأني ، ولم يخبره بما حدث ، ولم يخبره بما راه من زوجته.
الرجل الصالح والمرأة الفاسدة قصة جميلة ومؤثرة جدا بعبرة وعظة
فقال شهريار لأخيه ليخفف عنه ، اني اريد ان تسافر معي الى الصيد والقنص ، لعله ينشرح صدرك فأعتذر اخوه منه ورفض ، وجلس في القصر بمفرده وسافر شهريار ، وكان في قصر الملك شبابيك ، تطل على ساحة القصر جلس شاه الزمان ينظر منها ، واذا بباب القصر قد فتح وخرج منه الجواري وعشرون عبد ، وكان معهم امراه اخيه شهريار ، تمشي بينهم وهي شديدة الجمال والفتنة ، حتى وصلوا الى فسقيه ماء ، وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم البعض ، واذا امراه الملك قالت يا مسعود ، فجاءها عبد اسود تعانقا كثيرا ، وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ، ولم يزالوا معهم يفعلون الفاحشة حتى انتصف النهار ، فقال شاة الزمان والله ان بليتي اخف من هذه البليه والمصيبة .
فأخبر أخيه شهريار بما حدث وما رأة ، فأمر الملك بقتلها وقطع راسها ، و كره النسء جميعا ، وكان يأمر بقتل كل ليله فتاه من مدينته ، ويقطع راسها في الصباح ، انتقام من النساء حتى يوم لم يجد في الممملكة من يتزوجها ، وكان يعلم ان وزير لديه بنت نابغة ، اسمهل شهرزاد ، فقرر أن يتزوجها ، حتى يقتلها في الصباح ، فتطلب شهرزاد من اختها دنيازاد ، ان تاتي الى مكانها وتحكي لها قصة ، وكانت تحكيها هي إلى الملك قبل النوم ، ولا تخبره الباقي إلا في اليوم التالي ، لم تنه شهرزاد القصة ، وتطلب من الملك ألا يقتلها لتكمل القصة في الليله التاليه ، وهكذا بدات شهرزاد في سرد القصص المترابطه ، بحيث تكمل كل قصه في الليله التي تليها ، حتى وصلت بهم الى الف ليله وليله ، ولقد احبها شهريار وتوقف عن قتل النساء واحتفل في مدينه الملك بذلك ثلاثه ليالي ، وكانت تلك هي حكاية قصة قتل وكره شهريار للنساء .
د : منى الحارس