التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران: نزاع طويل قد يتتسبب في صدمة اقتصادية ومالية
أثرت الهجمات الإيرانية على قاعدتين عسكريتين تستخدمهما القوات الأمريكية في العراق على الأسواق المالية وأسواق النفط حيث قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أشهر الأربعاء، فيما تراجعت الأسهم في بعض البورصات. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.83 دولار بما يعادل 2.7 بالمئة إلى 70.74 دولارا للبرميل بعد ارتفاع أول بداية الأسبوع إلى 71.75 دولار.
كما ارتفعت عقود غرب تكساس بحوالي 3 بالمئة لتبلغ 64.30 دولارا للبرميل. واقترب الخام في وقت سابق من سعر 65.85 دولارا، في أقوى سعر له منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي.
وقال محلل كبير في شركة الخدمات المالية موديز في مذكرة موجهة للعملاء إن الصراع الطويل بين الولايات المتحدة وإيران قد يتسبب في صدمة كبيرة للاقتصاد العالمي. وأشار أكسندر بيرجيسي إلى أن “الصراع الدائم سيكون له تداعيات واسعة النطاق وسيتسبب في صدمة اقتصادية ومالية واسعة تؤثر على ظروف التشغيل والتمويل.”
وأضاف بيرجيسي أن إحدى “التداعيات العالمية” للنزاع قد يكون تغييراً في أسعار النفط ، لكن الصناعات الأخرى، مثل السياحة في دول الشرق الأوسط، يمكن أن تتأثر أيضًا.
وارتفع المؤشر العالمي للنفط الخام فوق 70 دولارًا للبرميل بداية الأسبوع للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع تصاعد التوتر بسبب التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة. ووصل سعر عقود نفط برنت إلى 70.74 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي ، عندما ارتفع لفترة وجيزة بسبب هجوم على منشآت معالجة النفط الخام في السعودية. كما انخفضت أسواق الأسهم وسط مخاوف من كيفية وفاء إيران بتعهد “الانتقام القاسي”.
وقال أنطوان هالف، باحث بجامعة كولومبيا وكبير محللي النفط السابقين في الوكالة الدولية للطاقة “السوق قلقة بشأن إمكانية الانتقام خاصةً على البنية التحتية للطاقة والنفط في المنطقة. فإذا اختارت إيران تعطيل منشأة كبرى في المنطقة، فإن لديها القدرة التقنية للقيام بذلك.”
ومع ذلك، يقول الكثير من المحللين إنهم لا يرون أي سبب يدعو للقلق بشأن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي بسبب الارتفاع في أسعار النفط. وأشار البعض إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة يمكن أن يفيد الاقتصاد الكلي لأن الولايات المتحدة أصبحت الآن مصدراً صافياً للمنتجات البترولية. والتزام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي من غير المرجح أن يرفع أسعار الفائدة لمواجهة أي آثار تضخمية لإرتفاع أسعار النفط.
لكن الاقتصاديين يحذرون من أن تصعيد المواجهة بين إدارة ترامب وإيران يمكن أن يشكل مخاطر جديدة على الاقتصاد على المدى الطويل.
من جهته أكد جيم كران، باحث في الطاقة والجغرافيا السياسية بجامعة رايس أن “استهداف البنية التحتية للنفط يمكن أن يرفع الأسعار ويجلب الألم الاقتصادي في جميع أنحاء العالم ويضع إيران في المقدمة”، وهو ما قد يكون بالضبط نوع الرسالة التي تتطلع طهران لإرسالها.
وأدى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني الخميس في بغداد إلى تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث شنت طهران قصفا بالصواريخ على قاعدتين عسكريتين في العراق إنتقاما لمقتل سليماني.
وجاء اغتيال سليماني بعد وقت قصير من اقتحام المتظاهرين المؤيدين لإيران مجمع السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد الأسبوع الماضي. وادعت إدارة ترامب أن تصفية سليماني كان ضروريًا لإحباط “هجوم وشيك” لكن الديمقراطيين شككوا في شرعية العملية وتوقيتها.