عدد المساهمات : 4529 تاريخ التسجيل : 27/11/2015 الموقع :
موضوع: رمضان مدينة القدس.. تمسك بالتقاليد رغم المنع الأحد يونيو 10, 2018 1:51 am
رمضان مدينة القدس.. تمسك بالتقاليد رغم المنع
مدينة القدس هي واحدة من أقدم المدن في العالم، كانت ومنذ بدايتها مدينة مقدسة عند كل الحضارات التي تعاقبت عليها وهي ما تزال كذلك.
أهميتها عند المسلمين كبيرة جداً فهي ليست فقط الرمز في الصراع العربي الإسرائيلي ولكنها أيضاً تضم المسجد الأقصى والذي هو ثالث الاماكن قدسية في الإسلام.
فالله أسرى بالنبي محمد من مكة حيث المسجد الحرام الى المسجد الأقصى في القدس ثم عرج به من موقع قبة الصخرة الى السماء.
رمضان له خصوصيته في كل دولة عربية وذلك لأن كل دولة لها عاداتها وتقاليدها. لفلسطين بدورها عاداتها وتقاليدها الرمضانية الخاصة بها والتي تبدلت وتعدلت لتتماشى مع الظروف المتغيرة بشكل دائم بسبب الإحتلال الإسرائيلي وما يفرضه من قيود. ولمدينة القدس بشكل خاص عاداتها التي تحاول قدر الإمكان التمسك بها وعدم التخلي عنها.
زينة وحركة وعبادة
[b][b]الحرص على تزيين[/b][/b] شوارع المدينة كبير ولذلك وبمجرد الإعلان عن قدوم الشهر المبارك يتم رفع الأعلام واللافتات المزينة بآيات قرآنية بالإضافة الى الفوانيس التي تضيف لمسة جمالية على الشوارع. الفرح تجده في الزينة الملونة وتلمسه على وجوه المقدسيين. في القدس النهار هو للعمل والليل هو للعبادة إذ تقام الصلاة وجلسات الذكر وتلاوة القرآن. الحركة في النهار قليلة فالأسواق حتى ساعة الظهيرة تكون شبه خالية ثم تبدأ الحياة تبدأ فيها تدريجياً حتى تصل الى الذروة مع ساعات العصر وإقتراب موعد الإفطار. الحياة تدب فيها والكل يحاول إنهاء ما عليه القيام به للتوجه الى المنزل والحركة الفعلية تكون في محال الحلويات والعصائر.
وفي باب العامود أشهر أبواب المدينة القديمة وبعد أن كان يضيق بالباعة والبسطات والمارة تحول ومنذ مدة الى منصة مراقبة للإسرائيلين حيث ينتشر الجنود الإسرائيلين.. فلا يمر مقدسي الا ويعترض طريقه الجنود الذي يفتشونه.
التوجه الى الاقصى رغم كل العراقيل
التضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين يزداد عاماً بعد عام والحواجز العسكرية وإنتشار الجنود وإغلاق مداخل المدينة أمام الزوار جعل المهمة أصعب هذه السنة. ولكن الشعب الفلسطيني متمسك بالوصول الى الأقصى ودائماً ما ينجح في الصلاة في المدينة العتيقة متخطين كل الحواجز. هذا العام لم يختلف عن غيره فالآلاف يحرصون على اداء الصلاة في المسجد الاقصى وحتى عدد المصلين لصلاة الفجر يكون كبيراً جداً.
كما ان الافطارات الجماعية في باحة الاقصى أو حتى للعائلات التي تسكن بالقرب منه عادة قديمة ما زال هناك الحرص الشديد على القيام بها. فبعض العائلات تقوم بتحضير إفطارها ثم تتوجه الى باحات الاقصى للإفطار هناك. وعندما تجتمع العائلات يقومون بتبادل الاصناف المختلفة فهذه العائلة تهدي تلك طبقاً معيناً وتقوم هي بالمثل في تجسيد جميل جداً للتكافل الإجتماعي. وما هو مميز هو أن العائلات وبعد أن تنتهي من إفطارها تحرص على تنظيف المكان الذي تواجدت فيه فهو لا ينتظرون عمال النظافة بل يقومون بالمهمة بانفسهم.
في المقابل جمعية الاقصى وغيرها من الجمعيات ايضاً تعمل على توفير وجبات الافطار للمصلين خصوصاً القادمين في خارج مدينة القدس كما يتم توفير وجبات السحور للمعتكفين.
التمسك بالتقاليد
م المحافظة على التقاليد التراثية من أغاني وأهازيج وأطباق تقليدية كالمنسف والمساقبة والملوخية والكعك والمعمول وقمر الدين والقطايف. ومن أهم العادات الرمضانية الإفطار الجماعي للعائلة حيث يلتقي افراد الاسرة كل يوم على مائدة الإفطار عند احد الابناء. المسحراتي كان حتى الأمس القريب يتجول في شوارع القدس يوقظ السكان وهو يقوم بالضرب على طبلته منشداً بصوته الشجي الجميل أجمل الاناشيد الدينية. من العادات أن يردد «يا نايم وحد الدايم.. يا نايم العمر مو دايم» ثم وعندما يمر بكل حارة كان ينادي على السكان بأسماء عائلاتهم.. ولكن هذا العام إعتقلت إسرائيل ثلاثة من مسحري البلدة القديمة قامت بتحرير مخالفات بحقهم بالإضافة الى عدد اخر بحجة إزعاج المستوطينين.
المدفع الرمضاني لم يسلم من التضييق
مدفع رمضان الذي يترافق مع آذان المغرب عادة يتم التمسك بها وهي معتمدة منذ مئات السنين. ورغم المضايقات ومحاولة الإسرائيليين طمس هذه العادة الإسلامية بمختلف الطرق إلا أنها ما تزال مستمرة.
المدفع يقع في المقبرة الإسلامية في شارع صلاح الدين في وسط المدينة.. ومنذ أكثر من ٣٠ عاماً ورجائي صندوقة يطلق هذا المدفع.رجائي يكمل تقليداً عائلياً بدأ منذ العهد العثماني، فخلال تلك الفترة كانت عائلة صندوقة هي التي تتولى مهمة إطلاق المدفع لاعلام اهالي المدينة والاحياء المجاورة بموعدي الإفطار والسحور. المدفع التركي القديم الذي كان يستخدم تم نقله الى المحتف الإسلامي في المسجد الاقصى وحالياً يتم إستخدام مدفع من العهد الاردني.
لكن قوات الإحتلال منعت صندوقي من إستخدام البارود وبالتالي تم إستبداله بقنابل صوتية. ولكن الامر لم يتوقف هنا بل عليه الحصول على مجموعة من التراخيص من الشرطة وأخرى من خبراء التفجيرات والبلدية كما عليه الخضوع وبشكل دوري لدورات تدريبية لتعلم التعامل مع القنبلة الصوتية وإطلاق المدفع.