منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ
منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ
منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ

منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ ... منٌتُدُى رٱقَيّ وِمميّز .. وِيّشّمل ٱلمعرفُة وِٱلموِٱضيّع ٱلقَيّمة وِٱلمفُيّدُة ... وِيّرحًبّ بّٱلزوِٱر ٱلكرٱم لقَضٱء ٱمتُع ٱلٱوِقَٱتُ فُيّۂ .
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
مزنه كوكب خواطر الله وحدة كتابة امثله يرحم حلوة المريخ ماذا مساهمة
المواضيع الأخيرة
» فرقة تكات - يما تعاليلي - صد الغالي - حرام (2023)
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyاليوم في 5:18 pm من طرف Noraan

» افضل اكل للقطط
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 12:15 pm من طرف zeyad gamal

» اهميه نقاب وسط
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 12:01 pm من طرف zeyad gamal

» مشلح ولادي شبابي سلفر
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 8:21 am من طرف عادل فهمي

» فروة شرما (رجالي)
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 8:02 am من طرف عادل فهمي

» رصاصة تربة 90 محرك ديزل 173F
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 7:43 am من طرف عادل فهمي

» الالعاب تعليمية للاطفال
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 7:05 am من طرف عادل فهمي

» زيوت عطريه خام
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 6:42 am من طرف عادل فهمي

» تصنيفات مستلزمات القطط
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أبريل 24, 2024 6:24 am من طرف Noraan

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية

 

 صفات رسول الله صل الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات رسول الله صل الله عليه وسلم   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 22, 2016 7:30 pm




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم

كان النبي محمد أحسن الناس خلقًا، اجتمع فيه من أوصاف المدح والثناء ما تفرق في غيره، فقد صانه الله سبحانه وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، وذلك قطعاً لألسنةِ أعدائه الذين يتربصون به


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم 647_image002



النبي كأنك تراه



قصة الإسلام


10/03/2008 - 12:00am





647_image002.jpg


النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه


أسماء النبي صلي الله عليه وسلم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي أسماء، أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب"[1].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ"[2].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْماَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ"[3].

وقال صلى الله عليه وسلم: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ"[4].


وصف النبي صلي الله عليه وسلم:

عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا"[5].

وعن أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم[6]، والأزهر: هو الأبيض المستنير المشرق، وهو أحسن الألوان.

وعن أبي الطفيل رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليحًا مقصدً[7]، وعن أبي جحيفة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب[8]، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مشربًا بياضه حمرة[9].


وجه النبي صلى الله عليه وسلم:

كان الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام أسيَل الوجه، مسنون الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحًا كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه.

وعن كعب بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر[10]، وعن أبي إسحاق قال: سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر[11].

وقال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان (مقمرة)، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر".

جبينه صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين"[12]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم أجلى الجبهة، إذا طلع جبينه من بين الشعر، أو طلع في فلق الصبح، أو عند طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة[13].

عيناه صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكلّها ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة"[14]، وكان صلى الله عليه وسلم "إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"[15].

رأسه صلى الله عليه وسلم:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس[16]، قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الهامة[17].

فمه وأسنانه صلى الله عليه وسلم:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم.. قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم[18]، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميلهُ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان وسيمًا أشنب أبيض الأسنان مفلج (متفرق الأسنان) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات، أفلج الثنيَّتين (أي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت) إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه".

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه[19]. وأفلج الثنيتين أي متفرق الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت.

وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم العينين، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بحمرة[20]. ومعنى مشرب العينين بحمرة: أي عروق حمراء رقاق، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل صلى الله عليه وسلم[21].

كفاه صلى الله عليه وسلم:

عن أنس أو جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهًا له[22]، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحمًا، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة.

وعن أنس رضي الله عنه قال: ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم[23]، وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء... وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك[24].

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار[25].

وعن عبد الله بن مسعود قال: "كنا نَعُد الآيات بَركة، وأنتم تَعُدونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقَلَّ الماء، قال عليه الصلاة والسلام: اطلبوا لي فضلة من ماء. فأدخَل يده في الإناء وقال: حَيّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله.

ويقول ابن مسعود: لقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل"[26].

عن إياس بن سلمة، حدثني أبي، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً إلى أن قال: ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته الشهباء.. فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن بغلته، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: "شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة" فولوا مدبرين[27].


صَدره صلى الله عليه وسلم:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء البطن والصدر، عريض الصدر[28].

قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عريض الصدر ممسوحة، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضًا، على بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره[29].


ساقاه صلى الله عليه وسلم:

عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه"[30].


قدماه صلى الله عليه وسلم:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين (الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع) مسيح القدمين (أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر) وسشن الكفين والقدمين (أي غليظ الأصابع والراحة)[31].

وكان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشَّريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام: "ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به"[32]، وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل، يقول: ما رأيت شبهًا كشبه قدم النبي صلى الله عليه وسلم بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام.

قامته وطوله صلى الله عليه وسلم:

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير[33].

مشيته صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا وإنَّه غير مكترث".

وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى تَكَفَّأ (أي مال يميناً وشمالاً ومال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا (أي يُقارِب الخُطا).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل"، (أي شديد الحركة، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي)[34].

رائحته صلى الله عليه وسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشا تكفأ، وما مسحت ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً ولا عنبرًا أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن أنس أيضًا قال: "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ (أي: نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟" قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب"[35].

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه، وإذا وضع يده على رأس صبي فيظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

يقول جابر بن سمرة: ما سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقًا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه، وقد كنت صبيًا - فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار.

كلامه صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 1-4].

كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي، لذلك كان يقول لعبد الله بن عمرو: :اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق".

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينما أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي"[36].

وكان كلامه صلى الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه، وقد ورد في الحديث الصحيح: "كان يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه"، "وكان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه"[37].

ضحكه صلى الله عليه وسلم:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل"[38].

وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا"، وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم.

يقول خارجة بن زيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه، وكان كثير السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، كان ضحكه تبسمًا، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، توقيراً له واقتداءً به.

قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر. رواه عبد الرزاق في مصنفه.


فضائله صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللهِ فَضْلًا كَبِيرً} [الأحزاب: 45-46].

وقال أيضاً {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً} [الأحزاب: 40]، وفي سورة الأنبياء {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

وقال صلى الله عيه وسلم: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة"[39]، وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد"[40].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيام، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع"[41]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون"[42].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"[43].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام"[44].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: الشمائل المحمدية   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 22, 2016 7:40 pm



الشمائل المحمدية

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم 6793_image002


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم 647_image003


قصة الإسلام


11/02/2010 - 12:00am




هذه وقفاتٌ ومقتطفات مع جانب من أهم جوانب السنة العطرة والسيرة المباركة، ذلكم هو جانب الشمائل النبوية والسجايا المحمدية والآداب المصطفوية، فهي معينٌ ثرٌّ، وينبوع صافٍ متدفق، يرتوي من نميره[1]، كلُّ من أراد السلامة من لوثات الوثنية، والنجاة من أكدار الجاهلية، بل هي المنظومة المتألفة والكوكبة المتلألئة، والشمس الساطعة والسنا المشرق والمشعل الوضاء الذي يبدِّد ركام الظُّلْم والظُّلَم، ولئن فات كثيرين رؤيتُه بأبصارهم، فإن في تأمُّلِ شمائله لعزاءً وسلوانًا؛ فالمطبقون لشمائله إن لم يصحَبوا نفسَه أنفاسَه صحِبوا.

إن فاتكم أن تروه بالعيون فمـا *** يفـوتكم وصفُه هاذي شمائلـه

مكمَّل الذات في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ *** وفي صفاتٍ فلا تحصى فضائلـه

إخوة العقيدة، إننا بحاجة إلى تجديد المسار على ضوء السنة المطهرة، وتصحيح المواقف على ضوء السيرة العطرة، والوقوف طويلاً للمحاسبة والمراجعة.

نريد من مطالعة السنة والسيرة ما يزيد الإيمان، ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق، ويقوِّم المسيرة. يخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى وسيرته كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحٍ قاصرة، محدودة بعلمٍ أو عبقرية أو حِنكة. فرسولنا قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وشمائله وجميع أحواله، لكنه مع ذلك ليس ربًّا فيقصَد، ولا إلهًا فيُعبَد، وإنما هو نبي يُطاع، ورسول يُتَّبع، خرَّج البخاري في صحيحه أن رسول الله قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله"[2].

إن من المؤسف حقًّا أن بعض أهل الإسلام لم يقدروا رسولهم حقَّ قدره حتى وهم يتوجهون إليه بالحب والتعظيم، ذلك أنه حبٌّ سلبي لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والامتثال.

أمة الإسلام، تأملوا هديه وشمائله -بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام- في جوانب الدين والدنيا بأسرها. ففي مجال توحيده لربه صدَع بالتوحيد ودعا إليه ثلاث عشرة سنة بمكة وعشرًا بالمدينة، كيف لا وهو المنزَّل عليه قوله سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأنعام: 162، 163].

وإن أول واجب على محبيه أن يُعنَوا بأمر الدعوة إلى توحيد الله التي قامت عليها رسالته عليه الصلاة والسلام، ومحاذرة كل ما يخدش صحيح المعتقد وصفو المتابعة، من ضروب الشركيات والبدع والمحدثات.

وفي مجال عبوديته لربه قام من الليل حتى تفطرت قدماه، فيقال له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!"[3].

يا أمة محمد، وفي مجال الأخلاق تجده مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد، وكفِّ الأذى، وبذل الندى، وعفة النفس، واستقامة السيرة، كان -عليه الصلاة والسلام- دائم البشر، سهل الطبع، ليّن الجانب، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.

زانتْه في الخلق العظيم شمائلٌ *** يُغرى بهن ويولَع الكرماء

وأعظم من ذلك وأبلغ ثناءُ ربه عليه بقوله: {إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لانْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]. يقول أنس رضي الله عنه: "ما مسست ديباجًا ولا حريرًا ألينَ من كف رسول الله، ولا شممت رائحة قط أحسنَ من رائحة رسول الله، ولقد خدمت رسول الله عشر سنين، فما قال لي: أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلتُه: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا"[4].

تلك -لعمرو الحق- عراقةُ الخلال، وسمو الخصال، وكريم الشمائل، وعظيم الفضائل، فسبحان من رفع قدره، وشرح صدره، وأعلى في العالمين ذكره!

وشقَّ له من اسمـه ليجلَّـه *** فذو العرش محمود وهذا محمـد

فهل من يتغنون اليوم بسيرته يقتفون أثره في هديه وشمائله؟! وهناك صفحة أخرى -يا رعاكم الله- في معاملاته لأصحابه وأهل بيته وزوجاته، يقول: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم"[5].

وهكذا في سياسة الدولة الإسلامية وفي عبادته لربه، وفي نفقته وبذله، وفي قوته وجهاده، وحرصه على أداء رسالة الله، وتبليغ دعوة ربه تبارك وتعالى، وهاكم -رعاكم مولاكم- أنموذجًا على حكمته في الدعوة، ورفقه بالمدعوين ورحمته بالناس، مسلمين وغير مسلمين، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

ومراعاته لحقوق الإنسان، بل ورفقه حتى بالحيوان، في وقت تتغنى فيه حضارة اليوم بدوس كرامة الإنسان، ورعاية أحطِّ حيوان، فالله المستعان.

ويتجلى هذا الأنموذج الرائع في قصة الأعرابي الذي بال في ناحية المسجد، حين نهره الصحابة y، فقال: "دعوه، لا تزرموه". أي: لا تنهروه، فقال لهم: "إنما بُعثتم مبشرين، ولم تبعثوا معسرين"، وأرشده برفق وحكمه، وكانت النتيجة أن قال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا[6].

وفي قصة ثمامة بن أثال حينما أُسر ورُبط بسارية المسجد وهو مشرك وسيد قومه، ورسول الله يمر به ويقول: "ماذا عندك يا ثمامة؟" فيقول: عندي خير يا محمد، إن تقتلْ تقتلْ ذا دم، وإن تنعمْ تُنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فيقول بعد أن أكرمه ورفق به وأحسن معاملته: "أطلقوا ثمامة". فانطلق ثمامة فاغتسل ثم دخل المسجد، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، والله يا محمد، ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك اليوم أحبَّ الوجوه كلها إليَّ، وما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك اليوم أحبَّ الدين كله إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد كلها إليَّ[7]، الله أكبر! تلك آثار الدعوة بالرفق والرحمة والحسنى، والبعد عن مسالك العنف والغلظة والفظاظة، وهو درس بليغ للدعاة إلى الله إلى قيام الساعة.

بنيتَ لهم مـن الأخلاق ركنًا *** فخانوا الركن فانهـدم اضطرابا

وكـان جَنابهم فيها مُهابـا *** ولَلأخـلاق أجـدرُ أن تهابـا

ولما قيل له عليه الصلاة والسلام: ألا تدعو على المشركين؟! قال: "إني لم أُبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة للعالمين"[8]. وقال لهم: "ما تظنوني أني فاعلٌ بكم؟" قالوا: خيرًا، أخٌ كريم وابن أخ كريم. قال: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، اذهبوا فأنتم الطلقاء"[9].

ألا فلتعلم الإنسانية قاطبة والبشرية جمعاء هذه الصفحات الناصعة من رحمة الإسلام ورسول الإسلام والسلام عليه الصلاة والسلام، الذي يجدون ذكر شمائله في توراة موسى وفي بشارة عيسى، وليعلم من يقفُ وراء الحملات المغرضة ضدَّ الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام ما يتمتع به الإسلام من مكارم وفضائل، ومحاسن وشمائل، ومدى البون الشاسع بين عالميته السامية وعولمتهم المأفونة في إهدارٍ للقيم الإنسانية وإزراءٍ بالمثل الأخلاقية.

وهل تدرك الأمة الإسلامية اليوم الطريقةَ المثلى للدعوة إلى دينها وإحياء سنة رسولها إحياءً عمليًّا حقيقيًّا، لا صوريًّا وشكليًّا؟! إن حقًّا على أهل الإسلام وهم المؤتَمنون على ميراث النبوة أن تصقلَهم الوقائع وتربِّيهم التجارب، إذ لا تزال الفتن والخطوب مدلهمةً على هذه الأمة.

وإذا كانت الأمة في هذه الظروف الحرجة التي تمرُّ بها تتحدث عن شمائل المصطفى، فكيف يطيب الحديث وكيف يحلو الكلام ومقدسات المسلمين يعيث فيها أعداء الإسلام من اليهود المعتدين؟! وها هم يصعِّدون عدوانهم وإرهابهم، يزيدون في إذكاء نار الفتنة، في صلفٍ ورعونة على سمع العالم وبصره؛ تحديًا لمشاعر المسلمين في مسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين، أقر الله أعين المؤمنين بفكِّ أسره من اليهود الغاصبين، وجعلَه شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين.

كيف يجمُل الحديث وأعداء المسلمين من الملحدين يصرُّون على صَلفهم وعدوانهم ضدَّ إخواننا وحرماتنا في الشيشان المجاهدة؟! كيف يحلو الكلام والهندوس الوثنيون يُمعنون في حقدهم السافر ضد إخواننا ومشاعرنا في كشمير المسلمة؟! مما ينذر بخطر داهم وحرب ضروس في القارة الهندية برمتها؛ مما يتطلب ضبطَ النفس، والإصغاء إلى لغة الحوار وصوت العقل والمنطق، ورد الحقوق إلى أصحابها. كيف وكيف، وكثير من قضايانا الإسلامية معلقة وأوضاع أمتنا متردية إلا من رحم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

إن الأمة اليوم بأمس الحاجة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخها إلى التمسك الصحيح بدينها وسنة رسولها، في محبة وتآلف واعتصام، وفي سماحة ويسر ووئام، وبذلك تتحقق وحدة الصف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة على منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة رحمهم الله، فلن يصلح أمرُ آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلها، وبذلك تنكشف الغمة عن هذه الأمة، وما ذلك على الله بعزيز؛ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

المصدر: موقع الإسلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات محمد صلى الله عليه وسلم (1)   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 22, 2016 7:48 pm




[center]






]صفات محمد صلى الله عليه وسلم (1)


قصة الإسلام


18/02/2010 - 12:00am


25


محمد صادقًا:


فهو أصدق من تكلم، كلامه حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادًّا أو مازحًا، بل حرّم الكذب، وذمّ أهله ونهى عنه، وقال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقًا..."[1].

وأخبر أنَّ المؤمن قد يبخل وقد يجبن، لكنه لا يكذب أبدًا، وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم، فعاش -عليه الصلاة والسلام- والصدق حبيبه وصاحبه، ويكفيه صدقًا أنَّه أخبر عن الله بعلم الغيب، وائتمنه الله على الرسالة، فأداها للأمة كاملة تامة، لم ينقص حرفًا ولم يزد حرفًا، وبلّغ الأمانة عن ربه بأتم البلاغ، فكل قوله وعمله وحاله مبنيٌّ على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّه وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحلّه وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، وفتاويه وقصصه، وقوله ونقله، وروايته ودرايته.

بل معصوم من أن يكذب؛ فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين، قد أقام لسانه وسدّد لفظه، وأصلح نطقه وقوّم حديثه، فهو الصادق المصدوق الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقًا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي يقول: "ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين"[2].

بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق، وبكاؤه صدق، ويقظته صدق، ومنامه صدق، {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 8]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21].

فهو صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع أهله، صادق مع أعدائه، فلو كان الصدق رجلاً لكان محمدًا ، وهل يُتعلم الصدق إلا منه بأبي هو وأمي؟ وهل ينقل الصدق إلا عنه بنفسي هو؟ فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالإصطفاء والاجتباء والاختيار؟!

محمد r صابرًا:

فلا يعلم أحد مرَّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به ، وهو صابر محتسب {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل: 127]. صبرٌ على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحيانًا، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزُّب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية ومكر اليهود وعتوّ النصارى وخبث المنافقين وضرواة المحاربين، وصبر على تجهُّم القريب وتكالب البعيد، وصولة الباطل وطغيان المكذبين.

صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، وصبر على إغراء الولاية وبريق المنصب وشهوة الرئاسة، فصد عن ذلك كله طلبًا لمرضاة ربه، فهو الصابر المحتسب في كل شأن من شئون حياته؛ فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكّر {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [طه: 130]. وكلما بلغ به الحال أشدّه والأمر أضيقه تذكّر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18]. وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار، تذكّر {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35].

وصبره صبر الواثق بنصر الله، المطمئن إلى وعد الله، الراكن إلى مولاه، المحتسب الثواب من ربّه جلّ في علاه، وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة، وأن العاقبة له، وأن الله معه، وأن الله حسبه وكافيه، يصبر على الكلمة النابية فلا تهزه، وعلى اللفظة الجارحة فلا تزعجه، وعلى الإيذاء المتعمّد فلا ينال منه.

مات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل حمزة فصبر، وأُبعد من مكة فصبر، وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهرة فصبر، وكُذّب فصبر، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفترٍ فصبر، أخرجوه، آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه.. فصبر، وهل يتعلّم الصبر إلا منه؟ وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟ فهو مضرب المثل في سعة الصدر، وجليل الصبر، وعظيم التجمّل، وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين .محمد r جوادًا:

فهو أكرم من خلق الله، وأجود البرية نفسًا ويدًا، فكفّه غمامة بالخير، ويده غيث الجود، بل هو أسرع بالخير من الريح المرسلة، لا يعرف "لا" إلا في التشهد:

ما قـال "لا" قط إلا في تشهدّه *** لولا التشهد كانت لاؤه نعـم

يعطي -عليه الصلاة والسلام- عطاء من لا يخشى الفقر؛ لأنه بعث بمكارم الأخلاق، فهو سيد الأجواد على الإطلاق، أعطى غنمًا بين جبلين، وأعطى كل رئيس قبيلة من العرب مائة ناقة، وسأله سائل ثوبه الذي يلبسه فخلعه وأعطاه، وكان لا يردُّ طالب حاجة، قد وسع الناس برّه، طعامه مبذول وكفه مدرار، وصدره واسع، وخلقه سهل، ووجه بسّام:

تراه إذا ما جئتـه متهللا *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ينفق مع العدم ويعطي مع الفقر، يجمع الغنائم ثو يوزعها في ساعة، ولا يأخذ منها شيئا، مائدته معروضة لكل قادم، وبيته قبلة لكل وافد، يضيف وينفق ويعطي الجائع بأكله، ويؤثر المحتاج بذات يده، ويصل القريب بما يملك، ويواسي المحتاج بما عنده، ويقدّم الغريب على نفسه، فكان آية في الجود والكرم، حتى لا يقارن به أجواد العرب كحاتم وهرم ابن جدعان؛ لأنه يعطي عطاء من لا يطلب الخلف إلا من الله، ويجود جود من هانت عليه نفسه وماله وكل ما يملك في سبيل ربه ومولاه، فهو أندى العالمين كفًّا، وأسخاهم يدًا، وأكرمهم محتدًا.

قد غمر أصحابه وأحبابه وأتباعه، بل حتى أعداءه ببرِّه وإحسانه وجوده وكرمه وتفضله، أكل اليهود على مائدته، وجلس الأعراب على طعامه، وحفّ المنافقون بسفرته. ولم يُحفظ عنه أنه تبرّم بضيف أو تضجّر من سائل أو تضايق من طالب، بل جرّ أعرابي برده حتى أثّر في عنقه وقال له: أعطني من مال الله الذي عندك، لا من مال أبيك وأمّك! فالتفت إليه وضحك وأعطاه. وجاءته الكنوز من الذهب والفضة وأنفقها في مجلس واحد، ولم يدّخر منها درهمًا ولا دينارًا ولا قطعة، فكان أسعد بالعطية يعطيها من السائل.

وكان يأمر بالإنفاق والكرم والبذل، ويدعو للجود والسخاء، ويذمّ البخل والإمساك، فيقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"[3]، وقال: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس"[4]، وقال: "ما نقصت صدقة من مال"[5].

محمد r شجاعًا:

هذا مما تناقلته الأخبار وسار مسير الشمس في رابعة النهار، فكان أثبت الناس قلبًا، وكان كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل، ولا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والأزمات، ولا تهزه الحوادث والملمّات، فوّض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه، ورضي بحكمه واكتفى بنصره ووثق بوعده، فكان -عليه الصلاة والسلام- يخوض المعارك بنفسه ويباشر القتال بشخصه الكريم، يعرِّض روحه للمنايا ويقدّم نفسه للموت، غير هائب ولا خائف، ولم يفرّ من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة ساعة يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق، وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرءوس ويدور كأس المنايا على النفوس، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه من الخطر، يحتمون أحيانًا وهو صامد مجاهد، لا يكترث بالعدوّ ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه، بل كان يعدل الصفوف، ويشجع المقاتلين، ويتقدم الكتائب.

وقد فرّ الناس يوم حنين وما ثبت إلا هو وستة من أصحابه، ونزل عليه {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 84]. وكان صدره بارزًا للسيوف والرماح، يصرع الأبطال بين يديه، ويذبح الكماة أمام ناظريه وهو باسم المحيَّا، طلق الوجه، ساكن النفس.

وقفت وما في الموت شك لواقف *** كأنك في جفن الرّدى وهو نائم

تمرّ بك الأبطال كلمـى هزيمـة *** ووجهك وضّاح وثغـرك باسم

وقد شُجّ -عليه الصلاة والسلام- في وجهه وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا خار، بل كان أمضى من السيف. وبرز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة. وكان أول من يهبُّ عند سماع المنادي، بل هو الذي سنَّ الجهاد، وحثّ وأمر به.

وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق الأمر وحلّ الكرب، وبلغت القلوب الحناجر، وظن بالله الظنون، وزلزل المؤمنون زلزالاً شديدًا، فقام يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربّه، وردّ كيد عدوّه وأخزى خصومه، وأرسل عليهم ريحًا وجنودًا، وباءوا بالخسران والهوان.

ونام الناس ليلة بدر وما نام هو ، بل قام يدعو ويتضرّع ويتوسل الى ربه ويسأله نصره وتأييده، فيا له من إمام وما أشجعه! لا يقوم لغضبه أحد، ولا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق، فهو الشجاع الفريد، والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعة، وتمّت فيه سجايا الإقدام وقوة البأس، وهو القائل: "والذي نفسي بيده، لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل"[6].

محمد r زاهدًا:

كان زهده زهد من عَلِم فناء الدنيا وسرعة زوالها وقلة زادها وقصر عمرها، وبقاء الآخرة وما أعدّه الله لأوليائه فيها من نعيم مقيم وأجر عظيم وخلود دائم، فرفض الأخذ من الدنيا إلا بقدر ما يسدّ الرمق ويقيم الأود، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه وتزيّنت له وأقبلت إليه، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبًا وفضة لكانت، بل آثر الزهد والكفاف، فربما بات جائعًا، ويمرّ الشهر لا توقد في بيته نار، ويستمر الأيام طاويًا لا يجد رديء التمر يسدّ به جوعه، وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات، وكان ينام على الحصير حتى أثّر في جنبه، وربط الحجر على بطنه من الجوع، وكان ربما عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه عليه الصلاة والسلام.

وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعًا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارًا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط، وكان أصحابه ربما أرسلوا له الطعام لما يعلمون من حاجته إليه، كل ذلك إكرامًا لنفسه عن أدران الدنيا، وتهذيبًا لروحه وحفظًا لدينه؛ ليبقى أجره كاملاً عند ربه، وليتحقق له وعد مولاه {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5].

فكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهمًا واحدًا، ويوّزع الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب بناقة ولا بقرة ولا شاة، بل يقول عليه الصلاة والسلام: "لو كان لي كعضاه -أي: شجر- تهامة مالاً لقسمته، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذابًا ولا جبانًا"[7].

وراودته الجبال الشمّ من ذهب *** عن نفسـه فأراها أيما شمم

بل وكان -عليه الصلاة والسلام- الأسوة العظمى في الإقبال على الآخرة وترك الدنيا، وعدم الالتفات إليها أو الفرح بها أو جمعها أو التلذذ بطيباتها أو التنعم بخيراتها، فلم يبن قصرًا، ولم يدّخر مالاً، ولم يكن له كنز ولا جنة يأكل منها، ولم يخلف بستانًا ولا مزروعة، وهو القائل: "لا نورَث، ما تركناه صدقة"[8]. وكان يدعو بقوله وفعله وحاله إلى الزهد في الدنيا، والاستعداد للآخرة والعمل.

ما نظر إليه -وهو إمام المسلمين وقائد المؤمنين وأفضل الناس أجمعين- يسكن في بيت طين، وينام على حصير بال، ويبحث عن تمرات تقيم صلبه، وربما اكتفى باللبن.

بل خُيِّر بين أن يكون ملكًا رسولاً أو عبدًا رسولاً، فاختار أن يكون عبدًا رسولاً، يشبع يومًا ويجوع يومًا، حتى لقي الله .

ومن زهده في الدنيا سخاؤه وجوده كما تقدم، فكان لا يرد سائلاً، ولا يحجب طالبًا، ولا يخيّب قاصدًا، وأخبر أنَّ الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"[9].

ويروى عنه أنه قال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"[10]. وقال: "ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل قال في ظل شجرة ثم قام وتركه"[11].

وقال: "الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا أو متعلمًا"[12]. وقال: "ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت"[13].


المصدر: كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه للشيخ عائض القرني.

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: من صفات محمد صلى الله عليه وسلم (2)   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 22, 2016 10:57 pm



من صفات محمد صلى الله عليه وسلم (2)




د. عائض القرني


18/02/2010 - 12:00am


9





محمد صلى الله عليه وسلم متواضعًا:


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image002%2870%29


كان  عجيبًا في ذلك، فتواضعه تواضع من عرف ربّه مهابة، واستحيا منه وعظّمه وقدّره حقَّ قدره، وتطامن له وعرف حقارة الجاه والمال والمنصب، فسافرت روحه إلى الله وهاجرت نفسه إلى الدار الآخرة، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا، فصار عبدًا لربه بحق: يتواضع للمؤمنين، يقف مع العجوز، ويزور المريض، ويعطف على المسكين، ويصل البائس، ويواسي المستضعفين، ويداعب الأطفال، ويمازح الأهل، ويكلم الأمة، ويواكل الناس، ويجلس على التراب، وينام على الثرى، ويفترش الرمل، ويتوسّد الحصير.

قد رضي عن ربّه، فما طمع في شهرة أو منزلة أو مطلب أرضيّ أو مقصد دنيوي، يكلم النساء بلطف، ويخاطب الغريب بودّ، ويتألف الناس، ويتبسّم في وجوه أصحابه يقول: "إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، واجلس كما يجلس العبد"[1]. ولما رآه رجل ارتجف من هيبته، قال: "هوِّن عليك، فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"[2].

وكان يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله"[3]. وكان ينهى أن يقام له، وأن يوقف على رأسه، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس، وكان يختلط بالناس كأنه أحدهم، ويجيب الدعوة ويقول: "لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراع لقبلت"[4].

وكان يحب المساكين، ويُروى عنه قوله: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين"[5].

وكان يحرِّم الكبر وينهى عنه، ويبغض أهله ويقول: "يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من كل مكان"[6].

ويروي عن ربه أنه قال: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منها قذفته في النار"[7].

فكان  محببًا إلى القلوب: تأخذه الجارية بيده فيذهب معها، ويزور أم أيمن وهي مولاة. ولما مدحه وفد عامر بن صعصعة وقالوا: أنت خيرنا وأفضلنا وسيدنا وابن سيدنا، قال لهم: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، لا يستجريّنكم الشيطان"[8]. وغضب لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت. وقال: "ويحك! أجعلتني والله عدلاً؟ بل ما شاء الله وحده"[9].

وكان يحمل حاجة أهله، ويخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويكنس بيته، ويحلب شاته، ويقطع اللحم مع أهله، ويقرّب الطعام لضيفه، ويباسط زوّاره، ويسأل عن أخبارهم، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه، ويلبس الصوف، ويأكل الشعير، وربما مشى حافيًا، وينام في المسجد، ويركب الحمار، ويردف على الدابة، ويعاون الضعيف، ويتفقد السرية، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج، ويرافق الوحيد منهم.. فصلى الله عليه وسلم ما تحرّك بذكره اللسان، وسارت بأخباره الركبان، وردّد حديثه الإنس والجان.


محمد صلى الله عليه وسلم حليمًا:


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image003%2828%29


ما دام أنه رسول الله فلا بد أن يكون أحلم الناس وأوسعهم صدرًا، وألينهم عريكة وأدمثهم خلقًا وألطفهم عشرة، فقد كان يكظم غيظه ويعفو ويصفح ويغفر لمن زلّ، ويتنازل عن حقوقه الخاصة ما لم تكن حقوقًا لله. وقد عفا عمن ظلمه وطرده من وطنه، وآذاه وسبّه وشتمه وحاربه، فقال لهم يوم الفتح: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[10].

وعفا عن ابن عمّه سفيان بن الحارث يوم الفتح لما وقف أمامه وقال له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين. فقال عليه الصلاة والسلام: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92].

وقد واجهه الأعراب بالجفاء وسوء الأدب، فحلم وصفح، وقد امتثل أمر ربه في قوله: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} [الحجر: 85]، فكان لا يكافئ على السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح، وكان لا ينفذ غضبه إذا كان لنفسه، ولا ينتقم لشخصه، بل إذا غضب ازداد حلمًا، وربّما تبسّم في وجه من أغضبه، ونصح أحد أصحابه فقال: "لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب"[11]. .

وكان يبلغه الكلام السيئ فيه، فلا يبحث عمن قاله ولا يعاتبه ولا يعاقبه. وورد عنه أنه قال: "لا يبلغني أحد منكم ما قيل فيَّ، فإني أحب أن أخرج إليك وأنا سليم الصدر"[12]. وبلّغه ابن مسعود كلامًا قيل فيه، فتغيّر وجهه وقال: "رحم الله موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر"[13].

وقد أوذي من خصومه في رسالته وعرضه وسمعته وأهله، فلما قدر عليهم عفا عنهم وحلم عليهم، وقال: "من كف غضبه كف الله عنه عذابه"[14]. وقال له رجل: اعدل، فقال: "خبت وخسرت إذا لم أعدل"[15]، ولم يعاقبه بل صفح عنه. وواجهه بعض اليهود بما يكره، فعفا وصفح، وقد وسع بخلقه وتسامحه الناس، وأطفأ بحلمه نار العداوات ممتثلاً قول ربه: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96].

وكان مع أهله أحلم الناس، يمازحهم ويلاطفهم ويعفو عنهم فيما يصدر منهم، ويدخل عليهم باسمًا ضحاكًا، يملأ قلوبهم وبيوتهم أنسًا وسعادة، يقول خادمه أنس بن مالك: "خدمت رسول الله  عشر سنين ما قال لي في شيء فعلته: لم فعلت هذا؟ ولا شيء لم أفعله: لمَ لمْ تفعل هذا؟". وهذا غاية الحلم ونهاية حسن الخلق، وقمة جميل السجايا ولطيف العشرة، بل كان كل من رافقه أو صاحبه أو بايعه يجد من لطفه وودّه وحلمه ما يفوق الوصف، حتى تمكن حبُّه من القلوب، فتعلقت به الأرواح، ومالت له نفوس الناس بالكلية:

وإذا رحمـت فأنـت أمّ أو أب *** هـذان في الدنيا هـم الرحماء

وإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلـت ما لم تفعـل الأنواء

وإذا صحبت رأى الوفاء مجسّمـا *** في بُردك الأصحـاب والخلطاء

وأبديت حلمك للسفيـه مداريا *** حتى يضيـق بحلمـك السفهاء



محمد صلى الله عليه وسلم رحيمًا:



وصفه ربه بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. فهو رحمة للبشرية.. ورد عنه أنه قال: "إنما أنا رحمة مهداة"[16]. ورأى ولد إحدى بناته تفيض روحه، فبكى، فلما سئل عن ذلك قال: "هذه رحمة يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"[17].

وكان رحمة على القريب والبعيد، عزيز عليه أن يدخل على الناس مشقة، فكان يخفف بالناس مراعاة لأحوالهم، وربما أراد أن يطيل في الصلاة فيسمع بكاء الطفل فيخفف؛ لئلاَّ يشق على أمِّه.. (ولما بكت أمامة بنت زينب ابنته، حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها)[18].

وسجد مرة فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلَّم اعتذر للناس وقال: "إن ابني هذا ارتحلني، فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل"[19]. وقال: "من أمَّ منكم الناس فليخفف؛ فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة"[20].

وقال لمعاذ لمّا طوَّل بالناس: "أفتَّان أنت يا معاذ؟"[21]. وقال: "لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"[22].

وربما ترك العمل خشية أن يفرض على الناس، وكان يتخوّل أصحابه بالموعظة.. كل ذلك رحمةً منه صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: "والقصد القصد تبلغوا"[23].

ويقول: "بُعثت بالحنيفيَّة السمحة"[24]، ويقول: "خير دينكم أيسره"[25]، ويقول: "عليكم هديًا قاصدًا"[26]. ويقول: "خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا"[27].

وما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، وأنكر على الثلاثة الذين شدّدوا على أنفسهم في العبادة، وقال: "والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكنني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فيس مني"[28].

وأفطر في سفر في رمضان، وقصر الرباعية، وجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في السفر، ونادى مؤذنه في المطر أن صلوا في رحالكم، وقال: "هلك المتنطعون"[29]. وقال: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه"[30].

وأنكر على عبد الله بن عمرو بن العاص إرهاق نفسه بالعبادة، ويقول: "إيّاكم والغلو"[31]. ويروى عنه قوله: "أمتي أمة مرحومة"[32]. وقال: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"[33].

وهذا اليسر في حياته -عليه الصلاة والسلام- يوافق يسر الملة وسهولة الشريعة، وهو امتثال منه صلى الله عليه وسلم لقول ربه: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} [الأعلى: 8]، {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، {فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].. وغيرها من الآيات.

فهو صلى الله عليه وسلم سهل ميسّر رحيم في رسالته ودعوته وعبادته وصلاته وصومه، وطعامه وشرابه ولباسه وحلِّه وترحاله وأخلاقه، بل حياته مبنية على اليسر؛ لأنه جاء لوضع الآصار والأغلال عن الأمة، فليس اليسر أصلاً إلا معه، ولا يوجد اليسر إلا في شريعته، فهو اليسر كله، وهو الرحمة والرفق بنفسه صلى الله عليه وسلم.


محمد صلى الله عليه وسلم ذاكرًا:



كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ذكرًا لربه، حياته كلها ذكر لمولاه، فدعوته ذكر وخطبه ذكر ومواعظه ذكر، وعبادته ذكر وفتاويه ذكر، وليله ونهاره وسفره وإقامته بل أنفاسه كلها ذكر لمولاه عز وجل، فقلبه معلَّق بربه، تنام عينه ولا ينام قلبه، بل النظر إليه يذكّر الناس بربِّهم، وكل مراسيم حياته ومناسباته وذكر لخالقه جلَّ في علاه.

وكان صلى الله عليه وسلم يحث الناس على ذكر ربهم، فيقول: "سبق المفردون؛ الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات"[34]. ويقول: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحيِّ والميت"[35]. ويقول: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله"[36].

وأخبر أن أفضل الناس أكثرهم ذكرًا لربه، وروى عن ربّه عز وجل قوله: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت شفتاه"[37]. ويقول: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"[38].

وله عليه الصلاة والسلام عشرات الأحاديث الصحيحة التي تحثُّ على الذكر، وترغِّب فيه، والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والاستغفار، والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.

وكان يذكّر الناس بأجر الذكر وما يترتب على ذلك من ثواب، وذكر الأعداد في ذلك مع ذكر المناسبات، وعمل اليوم والليلة، فهو صلى الله عليه وسلم الذاكر الشاكر الصابر، وهو الذي ذكّر الأمة بربها وعلمها تعظيمه وتسبيحه، وبيَّن لها فوائد الذكر ومنافعه. فهو أسعد الناس بذكر ربه، وأهنؤهم عيشًا بهذه النعمة، وأصلحهم حالاً بهذا الفضل، فكان له أوراد من الأذكار مع حضور قلب وخشوع وخضوع وهيبة وخوف ومحبة ورجاء وطمع في فضل ربه.


محمد صلى الله عليه وسلم داعيًا:



يقول تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، ويقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]. ويقول صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"[39]. ويقول: "من لم يسأل الله يغضب عليه"[40].

وكان -عليه الصلاة والسلام- لاهجًا بدعاء ربه في كل حالاته، قد فوّض أمره لمولاه، وأكثر الإلحاح على خالقه يناشده رحمته وعفوه، ويطلب برّه وكرمه، وكان يختار جوامع الدعاء الكامل الشامل كقوله: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"[41]، وقوله: "اللهم إني أسألك العفو والعافية"[42].

وكان يكرر الدعاء ثلاثًا، ويبدأ بالثناء على ربه، وكان يستقبل القبلة عند دعائه، وربما توضأ قبل الدعاء، وكان يعلِّم الأُمَّة أدب الدعاء، كالبداية بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله، ودعاء الله بأسمائه الحسنى، والإلحاح في الدعاء، وتوخِّي أوقات الإجابة كأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وفي حالة السجود والصوم والسفر، ودعوة الوالد لولده. وكان -عليه الصلاة والسلام- وقت الأزمات يلحُّ على ربه ويناشده، ويكرر السؤال مع تمام الذلّ والخوف والحب وحسن الظن، وتمام الرجاء، كما فعل يوم بدر ويوم الخندق ويوم عرفة.

وكان الله يجيب دعوته ويلبّي طلبه، كما حصل له على المنبر يوم استسقى فنزل الغيث مباشرة، ويوم شق له القمر، وبارك له في الطعام والمال، ونصره في حروبه، ورفع دينه، وأيّد حزبه، وخذل أعداءه، وكبت خصومه، حتى حقق الله له مقاصده وأكرم مثواه، وجعل له العاقبة r.


محمد صلى الله عليه وسلم طموحًا:



ولدت همته -عليه الصلاة والسلام- معه يوم ولد، فمنذ طفولته ونفسه مهاجرة إلى معالي الأمور ومكارم الخلق، لا يرضى بالدون ولا يهوى السفاسف، بل هو الطموح والسبّاق المتفرّد والمبرز المحظوظ، ولقد ذكر أهل السير أنه -عليه الصلاة والسلام- وهو طفل كان لجده عبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه إلا هو لمنزلته، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم فنازع الخدم حتى جلس عليه، وأبى أن يجلس دونه.

وكان فيه قبل النبوة من سمات الريادة والزعامة والقيادة ما جعل قريش يسمونه الصادق الأمين، ويرضون حكمه، ويعودون إليه في أمورهم.

فلما منَّ الله عليه بالبعثة تاقت نفسه إلى الوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة، فسأل الله إياها، وعلّمنا أن نسألها له من ربه.

بلغ سدرة المنتهى، وحاز الكمال البشري المطلق، والفضيلة الإنسانية. ومن علوِّ همَّتِهِ رفضه للدنيا، وعدم الوقوف مع مطالبها الزهيدة لولاياتها ومناصبها وقصورها ودورها.


المصدر: كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه للشيخ عائض القرني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: وصف الصحابة له صلى الله عليه وسلم   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 22, 2016 11:36 pm

وصف الصحابة له صلى الله عليه وسلم




قصة الإسلام


10/03/2008 - 12:00am


8



wasf.gif


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Wasf



وصف تأم معبد الخزاعية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لزوجها، حين مر صلى الله عليه وسلم بخيمتها مهاجرًا فقالت:

رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشعاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطح، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود، محشود، لا عابس ولا مفند.

وصف علي بن أبي طالب للنبي

قال علي رضي الله عنه وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رَجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.

وصف هند بن أبي هالة للنبي

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه -لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً -ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.

وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره.

يتفقد أصحابه - ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.

كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوى، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم -لا تخشى فلتاته- يتعاطفون بالتقوى، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.

كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.

وصف عمرو بن العاص للنبي

عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو سئلتُ أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات رسول الله صل الله عليه وسلموإنك لعلي خلق عظيم   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين مايو 23, 2016 12:24 am

[color=#6600FF]



صفات رسول الله صل الله عليه وسلموإنك لعلي خلق عظيم



صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image002%2864%29


قصة الإسلام


16/02/2010 - 12:00am
11




كان  يعرف حق ربه  عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فيدعو ويسبح، ويخشع لله  حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
الحمد لله الذي بعث لنا رسولاً ليتمم لنا مكارم الأخلاق والصفات، وجعل له القرآن خلقًا، وامتن عليه بأفضل السمات، ثم أثنى عليه



قائلاً: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].


والصلاة والسلام على من زكاه رب العالمين، ومدحه في كتاب يتلى إلى يوم الدين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: (أن هشام بن حكيم سأل عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله ، فقالت: خلقه القرآن).
فالناظر في سيرة رسول الله  يجدها مثلاً حيًّا لحسن الخلق، حيث لخص رسول الله  الهدف من بعثته في قوله: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"[1]. فكان  يدعو إلى الله بأخلاقه، كما يدعو إليه بأقواله.
وكتب السيرة مليئة بمواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على حسن خلق النبي ، ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة؛ لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي  التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به ؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

أخلاق النبي  مع الله I:



فقد كان  يعرف حق ربه  عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه -صلوات ربي وسلامه عليه- ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله  حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن نبي الله  كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا"[2].

أخلاق النبي  مع أهله:



قال رسول الله : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"[3]. وكان من كريم أخلاقه  في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم، وكان من شأنه  أن يرقّق اسم عائشة -رضي الله عنها- كأن يقول لها: (يا عائش)، ويقول لها: (يا حميراء)، ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق)، وما ذلك إلا توددًا وتقربًا وتلطفًا إليها واحترامًا وتقديرًا لأهلها.
وكان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه  من إناءٍ واحد، فيقول لها: "دعي لي. وتقول له: دع لي"[4].
وعن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي  يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة)[5].
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)[6].
وعن عائشة -رضي الله عنها- أيضًا قالت: (خرجت مع رسول الله  في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: تقدموا. فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك. فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا. فتقدموا، ثم قال لي: تعالي أسابقك. فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك)[7].
وكان يعدل بين نسائه  ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة؛ فعن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها (أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله  وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي  بين فلقتي الصحفة وهو يقول: "كلوا، غارت أُمكم" مرتين، ثم أخذ رسول الله  صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة، وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة)[8].

أخلاق النبي  مع أصحابه:



عن أنس  قال: (كان النبي  إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له)[9].
وكان رسول الله  يكره أن يقوم له أحد؛ فعن عبد الله بن الزبير  قال: قال رسول الله : "من أحب أن يمثل له الرجال قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار"[10].
وكان من هديه  أن يمزح مع أصحابه؛ فعن الحسن البصري  قال: "أتت عجوز للنبي  فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز. فولت وهي تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 35-37]"[11].


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image003%2824%29

أخلاق النبي  مع الأطفال:


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس  أنه قال: (كان  يمر بالصبيان فيسلم عليهم).
وكان  (يحمل أمامة بنت زينب -ابنة رسول الله - وهو يصلي بالناس إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها)[12].
وجاء الحسن والحسين -رضي الله عنهما- وهو يخطب فجعلا يمشيان ويعثران، فنزل النبي  من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه، ثم قال: "صدق الله ورسوله {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28]؛ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"[13].
[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات رسول الله صل الله عليه وسلم وإنك لعلي خلق عظيم   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين مايو 23, 2016 1:24 am

[ er]


وإنك لعلي خلق عظيم


أخلاق النبي  مع الخدم:


عن أنس  قال: (خدمت النبي  عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا)[14].
وعن عائشة -رضي الله تعالى- عنها قالت: (ما ضرب رسول الله  خادمًا له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله)[15].

أخلاق النبي  مع أعدائه:


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله  قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم". قال: "فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين". فقال له رسول الله : "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا".
وعن أبي هريرة  أنه قال: عندما قيل له: ادع على المشركين، قال : "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة"[16].


أخلاق النبي  في التعامل مع المخطئين:



عن أنس بن مالك  قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله  إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله : مَه مَه. قال: قال رسول الله : "لا تزرموه، دعوه". فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله  دعاه فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن". قال: فأمر رجلاً من القوم، فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه[17].
وعن أبي أُمامة  قال: إن فتىً شابًا أتى النبي  فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه. فقال له: "ادنه". فدنا منه قريبًا، قال: "أتحبّه لأمّك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: "أفتحبه لابنتك؟" قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لبناتهم". قال: "أفتحبه لأختك؟" قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لأخواتهم". قال: "أفتحبه لعمتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لعماتهم". قال: "أفتحبه لخالتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه". فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[18].
هذا غيضٌ من فيض، ونقطة من بحر، وقليل من كثير من أخلاق البشير النذير السراج المنير، فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا! وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا! ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح، ونضع أخلاق النبي  نصب أعيننا؛ لتظهر آثارها علينا ليلاً ونهارًا، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية، والنصرة والولاية والتأييد، والهداية والفلاح والنجاة، وطيب العيش في الدنيا والآخرة.


المصدر: موقع طريق القرآن.
[size=24]
/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات رسول الله صل الله عليه وسلم أخلاق أعظم إنسان   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين مايو 23, 2016 1:52 am

[
color=#FF0000]صفات رسول الله صل الله عليه وسلم أخلاق أعظم إنسان


قصة الإسلام


10/03/2008 - 12:00am

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Shapemohamed


كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا وأكرمهم وأتقاهم، وقد شهد له بذلك ربه -جل وعلا- وكفى بها فضلاً؛ قال تعالى مادحًا وواصفًا خُلق نبيه الكريم : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

يقول خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان النبي أحسن الناس خلقًا"[1]. وتقول زوجه صفية بنت حيي رضي الله عنها: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"[2]، وقالت عائشة لما سئلت -رضي الله عنها- عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان خلقه القرآن"[3].

فهذه الكلمة العظيمة من عائشة -رضي الله عنها- ترشدنا إلى أن أخلاقه هي اتباع القرآن، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها، والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: ومعنى هذا أنه صار امتثال القرآن أمرًا ونهيًا سجيةً له وخلقًا ... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل. اهـ-.

وقد جاءت صفاته وخصاله الكريمة صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب نفسها قبل تحريفها؛ فعن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا"[4].


أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله:

كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، حيث قال : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"[5].

وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم، وكان من شأنه أن يرقّق اسم عائشة -رضي الله عنها- كأن يقول لها: "يا عائش"، ويقول لها:"يا حميراء"، ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: "يا ابنة الصديق"، وما ذلك إلا توددًا وتقربًا وتلطفًا إليها، واحترامًا وتقديرًا لأهلها.

وكان صلى الله عليه وسلم يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: "دعي لي"، وتقول له: دع لي[6].

وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئًا لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقًا -وهو العَظْمُ الذي عليه لحم- أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضًا، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.

عن الأسود قال:سألت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة"[7].

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم"[8].

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "خرجت مع رسول الله في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال لي: "تعالي حتى أسابقك". فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال لي: " تعالي حتى أسابقك". فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: "هذه بتلك"[9].

بل إنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية -رضي الله عنها- رجلها حتى تركب على بعيرها[10].

ومن دلائل شدة احترامه وحبه ووفائه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة -رضي الله عنها- بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه[11].


عدل النبي صلى الله عليه وسلم:

كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى مع القريب والبعيد، والعدو والصديق، والمؤمن والكافر، مضرب المثل؛ كيف لا وهو رسوله ، والمبلغ عن ربه ومولاه؟!!

فكان صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة، كما كانت عائشة -رضي الله عنها- غيورة؛ فعن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: "كلوا، غارت أُمكم" مرتين، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة[12].

وقال في قصة المرأة المخزومية التي سرقت: "‏والذي نفسي بيده، لو كانت فاطمة بنت محمد‏ لقطعت يدها‏".

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال والصبيان:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم[13]. وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة؛ مخافة أن تفتتن أمه.

وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها، وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران، فنزل النبي من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه ثم قال: "صدق الله ورسوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28]، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".

وكان صلى الله عليه وسلم إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل ابنة ابنته أمامة بنت زينب بنت محمد وهو يصلي بالناس، وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه.


أخلاق النبي مع الخدم والضعفاء والمساكين:

عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا"[14].

وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله"[15].

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما خير رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".

وعن ابن أبي أوفى أن رسول الله كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته[16].


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم 649_image003



رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:


قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: 159]، وعندما قيل له: ادع على المشركين، قال : "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة"[17].

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئًا، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا، فرفق بهم، فارفق به".

وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"[18].

وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: "أهل الجنة ثلاثة -وذكر منهم- ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم"[19].

عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له: والله لا أذهب. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال: "يا أنس، أذهبت حيث أمرتك؟" قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله، فذهبت[20].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَه مَه. قال: قال رسول الله : "لا تزرموه، دعوه". فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن". قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء، فشنّه عليه[21].

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم:


كان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: {تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ} [القصص: 83].

وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد، والغني والفقير، ويعود المرضى في أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر، ويتواضع للمؤمنين، يقف مع العجوز، ويزور المريض، ويعطف على المسكين، ويصل البائس، ويواسي المستضعفين، ويداعب الأطفال، ويمازح الأهل، ويكلم الأمة، ويواكل الناس، ويجلس على التراب، وينام على الثرى، ويفترش الرمل، ويتوسّد الحصير، ولما رآه رجل ارتجف من هيبته، فقال صلى الله عليه وسلم: "هوِّن عليك، فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"[22].

وكان صلى الله عليه وسلم يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله"[23]، فكان أبعد الناس عن الكبر، كيف لا وهو الذي يقول : "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله"[24].

كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم: "آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد"[25].

كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم: "لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ، ولو دُعيت عليه لأجبت"[26].

ومن تواضعه أنه كان يجيب الدعوة، ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية. عن أنس رضي الله عنه قال: "كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير، والإهالة السنخة[27] فيجيب"[28].

مجلسه صلى الله عليه وسلم:


كان صلى الله عليه وسلم يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط. عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له"[29].

وعن أبي أمامة الباهلي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال: "لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا"[30].

زهد النبي صلى الله عليه وسلم:

كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، خيَّره الله تعالى بين أن يكون ملكًا نبيًّا أو يكون عبدًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نبيًّا.

فكان صلى الله عليه وسلم ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏، وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعًا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارًا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: دخلت على النبي وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى عمر أثر الشريط في جنبه، فبكى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا عمر؟" قال: وما لي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة". قال: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: "هو كذلك".

وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين؛ فعن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تقول: "والله يا ابن أختي، كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة، فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء"[31].

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان النبي يبيت الليالي المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم الشعير"[32].

عبادة النبي صلى الله عليه وسلم:

كان صلى الله عليه وسلم أعبد الناس، ومن كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبدًا لله شكورًا؛ فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين، وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه عز وجل عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عليه من الفرائض، ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى، عرف حق الله تعالى عليه، فسارع إلى تأديته والتقرب إليه بالنوافل.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه: "إن الله تعالى قال: وما يزال العبد يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه"[33].

فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه -صلوات ربي وسلامه عليه- ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو، ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء"[34].

وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا"[35].

ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذًا لأمر ربه أنه كان يحب ذكر الله، ويأمر به، ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس"[36].

وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"[37].

وعن عائشة -رضي الله عنها- أنه كان أكثر دعاء النبي قبل موته: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل"[38].

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم 649_image004



دعوة النبي صلى الله عليه وسلم:


شملت دعوته صلى الله عليه وسلم جميع الخلق، فكان صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغًا وجهادًا؛ لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا.

وكانت دعوته صلى الله عليه وسلم على مراتب؛ المرتبة الأولى‏:‏ النبوة،.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏،‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.، الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏، الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدهر.‏

وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

وكانت دعوته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة وشفقة وإحسانًا وحرصًا على جمع القلوب، وهداية الناس جميعًا مع الترفق بمن يخطئ أو يخالف الحق والإحسان إليه، وتعليمه بأحسن أسلوب وألطف عبارة وأحسن إشارة، متمثلاً قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 12].

ومن ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنا؛ فعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: إن فتًى شابًّا أتى النبي فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه. فقال له: "ادنه". فدنا منه قريبًا، قال: "أتحبّه لأمّك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: "أفتحبه لابنتك؟" قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لبناتهم". قال: "أفتحبه لأختك؟" قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لأخواتهم". قال: "أفتحبه لعمتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لعماتهم). قال: "أفتحبه لخالتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه". فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[39].

كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده:


كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأجود الناس، لم يمنع يومًا أحدًا شيئًا سأله إياه، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر؛ فهو سيد الأجواد على الإطلاق، أعطى غنمًا بين جبلين، وأعطى كل رئيس قبيلة من العرب مائة ناقة، ومن كرمه أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها ، وكان لا يردّ طالب حاجة، قد وسع الناس برّه، طعامه مبذول، وكفه مدرار، وصدره واسع، وخلقه سهل، ووجه بسّام.

وجاءته الكنوز من الذهب والفضة وأنفقها في مجلس واحد ولم يدّخر منها درهمًا ولا دينارًا ولا قطعة، فكان أسعد بالعطية يعطيها من السائل، وكان يأمر بالإنفاق والكرم والبذل، ويدعو للجود والسخاء، ويذمّ البخل والإمساك .

بل كان ينفق مع العدم ويعطي مع الفقر، يجمع الغنائم ويوزعها في ساعة، ولا يأخذ منها شيئًا، مائدته معروضة لكل قادم، وبيته قبلة لكل وافد، يضيف وينفق ويعطي الجائع بأكله، ويؤثر المحتاج بذات يده، ويصل القريب بما يملك، ويواسي المحتاج بما عنده، ويقدّم الغريب على نفسه، فكان آية في الجود والكرم، ويجود جود من هانت عليه نفسه وماله وكل ما يملك في سبيل ربه ومولاه، فهو أندى العالمين كفًّا، وأسخاهم يدًا، غمر أصحابه وأحبابه وأتباعه، بل حتى أعداءه ببرِّه وإحسانه وجوده وكرمه وتفضله، أكل اليهود على مائدته، وجلس الأعراب على طعامه، وحفّ المنافقون بسفرته، ولم يُحفظ عنه أنه تبرّم بضيف أو تضجّر من سائل أو تضايق من طالب، بل جرَّ أعرابي برده حتى أثّر في عنقه وقال له: أعطني من مال الله الذي عندك، لا من مال أبيك وأمّك. فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم، وضحك وأعطاه.

شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده:


كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأثبتهم قلبًا، لا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق، فهو الشجاع الفريد الذي كملت فيه صفات الشجاعة، وتمّت فيه سجايا الإقدام وقوة البأس، وهو القائل: "والذي نفسي بيده، لوددت أنني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل"[40].

لا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والأزمات، ولا تهزه الحوادث والملمّات، فوّض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه، ورضي بحكمه واكتفى بنصره ووثق بوعده، فكان يخوض المعارك بنفسه ويباشر القتال بشخصه الكريم، يعرّض روحه للمنايا ويقدّم نفسه للموت، غير هائب ولا خائف، ولم يفرّ من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة ساعة يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرءوس ويدور كأس المنايا على النفوس، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه من الخطر، يحتمون أحيانًا به وهو صامد مجاهد، لا يكترث بالعدوّ ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم الكتائب.

وقد فرّ الناس يوم حنين وما ثبت إلا هو وستة من أصحابه، وكان صدره بارزًا للسيوف والرماح، يصرع الأبطال بين يديه ويذبح الكماة أمام ناظريه وهو باسم المحيَّا، طلق الوجه، ساكن النفس.

وقد شُجّ صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا خار، بل كان أمضى من السيف. وبرز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة. وكان أول من يهبُّ عند سماع المنادي، بل هو الذي سنَّ الجهاد وحثَّ وأمر به.

وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق الأمر وحلّ الكرب، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل المؤمنون زلزالاً شديدًا، فقام يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربُّه وردَّ كيد عدوّه، وأخزى خصومه، وأرسل عليهم ريحًا وجنودًا، وباءوا بالخسران والهوان.

صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :

بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنّته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق، وكلامه كله حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادًّا أو مازحًا، بل حرّم الكذب وذمّ أهله ونهى عنه، وكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحلّه وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقًا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي يقول -لما قال له أصحابه: ألا أشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟-: "ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين"[41].

فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!

صبر النبي صلى الله عليه وسلم:

لا يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به ، وهو صابر محتسب، صبر على اليتم والفقر والجوع والحاجة، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب الخصوم واجتماع المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد، وصولة الباطل وطغيان المكذبين.. صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، فهو الصابر المحتسب في كل شأن من شئون حياته، فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكّر {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [طه: 130]. وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار، تذكّر {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35].

مات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل عمه حمزة فصبر، وأبعد من مكة فصبر، وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهرة بالفاحشة كذبًا وبهتانًا فصبر، وكُذّب فصبر، قالوا له: شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر، أخرجوه، آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه.. فصبر، وهل يتعلّم الصبر إلا منه؟ وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟ فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمّل وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين .

مزاح النبي صلى الله عليه وسلم:


وكان صلى الله عليه وسلم ضحاكًا بسامًا مع أهله وأصحابه؛ يمازح زوجاته ويلاطفهن ويؤنسهن ويحادثهن حديث الود والحب والحنان والعطف؛ وكانت تعلو محيّاه الطاهر البسمة المشرقة الموحية، فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم أسرًا فمالت نفوسهم بالكلية إليه وتهافتت أرواحهم عليه، وكان يمزح ولا يقول إلا حقًّا، فيكون مزحه على أرواح أصحابه ألطف من يد الوالد الحاني على رأس ابنه الوديع، يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم.

يقول جرير بن عبد الله البجلي: "ما رآني رسول الله إلا تبسّم في وجهي".

وكان صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسطًا بين من جفّ خلقه ويبس طبعه وتجهّم محيّاه وعبس وجهه، وبين من أكثر من الضحك واستهتر في المزاح وأدمن الدعابة والخفة.

بل كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح بعض أصحابه قال له أحد أصحابه ذات مرة: أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل. قال: "لا أجد لك إلا ولد الناقة". فولّى الرجال، فدعاه وقال: "وهل تلد الإبل إلا النوق؟" أي أن الجمل أصلاً ولد ناقة[42].

وسألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أُم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". فولت تبكي، فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 35-37]"[43].

هذا غيض من فيض، وقطرة من محيط من خصال وأخلاق أعظم إنسان عرفته البشرية، جمعتها على عجل مساهمة متواضعة وكلمات مختصرة؛ لعل الله يفتح بها قلوبًا غلفًا إلى الحق، ويهدي بها أعينًا عميًا، لتدرك جانبًا يسيرًا من جوانب العظمة في حياة سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم.


المصدر: موقع صيد الفوائد.

[/color]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: صفات رسول الله صل الله عليه وسلم أخلاق أعظم إنسان   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين مايو 23, 2016 2:05 am



صفات رسول الله صل الله عليه وسلم


أخلاق رسول الله









قصة الإسلام


17/02/2010 - 12:00am


9




تعريف الخلق: الخُلق بضم اللام وسكونها: الدين والطبع والسجية[1]. وفي الاصطلاح: يطلق إطلاقين أحدهما أعم من الثاني، فيطلق على الصفة التي تقوم بالنفس على سبيل الرسوخ ويستحق الموصوف بها المدح أو الذم، ويطلق على التمسك بأحكام الشرع وآدابه فعلاً وتركًا. ومن الأول قوله لأشج عبد القيس: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم، والأناة". قال: يا رسول الله، أخلقين تخلقت بهما أم جبلت عليهما؟ قال: "بل جبلت عليهم". قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.
ومن الثاني قوله : "البر حسن الخلق". وقول عائشة -رضي الله عنها- في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، كان خلقه القرآن. هذا تعريف الخلق في اللغة والاصطلاح.

أخلاقه الفاضلة وسجاياه الحميدة

كان أحسن الناس خلقًا، اجتمع فيه من أوصاف المدح والثناء ما تفرق في غيره، فقد صانه الله سبحانه وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه. كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنةً؛ قطعًا لألسنةِ أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته محذرين منه، أحب شيء إليهم تحصيل شيء يعيبونه به، وأنَّى لهم ذلك؟!
فقد نشأ متحليًا بكل خلق كريم، مبتعدًا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأنصحهم وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف.
أدبه الله فأحسن تأديبه فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدبًا، وأوفرهم حلمًا، وأكملهم قوة وشجاعةً وشفقةً، وأكرمهم نفسًا، وأعلاهم منزلةً، وبالجملة كل خلق محمود يليق بالإنسان فله منه القسط الأكبر والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق.
شهادات الأصدقاء والأعداء
وفيما يلي أورد بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون له والمعادون، والتي تدلُ دلالةً واضحةً على تمسكه بالأخلاق الحسنة قبل أن يبعثه الله تعالى، وذلك معلوم من الدين بالضرورة.

1- شهادة خديجة رضي الله عنها:


لما أوحى الله إلى نبيه في غار حراء لأول مرة، ورجع إلى خديجة أخبرها الخبر وقال: "لقد خشيت على نفسي". فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق[2].

2- شهادة كفار قريش عند بنائهم الكعبة:

ولما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة محمد تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله ففرحوا جميعًا، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد. وقد كانوا يلقبونه بلقب الأمين؛ لما يعلمونه من أمانته، صلوات الله وسلامه عليه.

3- شهادة كفار قريش بصدقه r:


ثبت في صحيح البخاري أنه لما نزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صعد على الصفا فجعل ينادي: "يا بني فهر، يا بني عدي" -لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟" قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا. قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: (تبًّا لك! ألهذا جمعتنا؟).

4- شهادة أبي جهل بصدقه r:

تقديم الحديث الذي رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين، أن أبا جهل قال للنبي : "إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به". فأنزل الله {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33].
ولما قال له الأخنس بن شريق: "يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟" فقال: "ويحك! والله إن محمدًا صادق، وما كذب محمد قط"... إلخ.

5- شهادة أبي سفيان بين يدي هرقل ملك الروم بصدق رسول الله r ووفائه:

فقد روى البخاري في صحيحه، عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا ذهبوا إلى الشام لأجل التجارة في المدة التي كان رسول الله مادًّا فيها أبا سفيان وكفار قريش. فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: "أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟" فقالأبو سفيان: "فقلت: أنا أقربهم نسبًا". فقال: "أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم أني سائل عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه". فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذبًا لكذبت عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: "كيف نسبه فيكم؟" قلت: "هو فينا ذو نسب". قال: "فهل قال هذا القول أحد منكم قط قبله؟" قلت: "لا". قال: "فهل كان من آبائه من ملك؟" قلت: "لا".
قال: "فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟" فقلت: "بل ضعفاؤهم". قال: "أيزيدون أم ينقصون؟" قلت: "بل يزيدون". قال: "فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟" قلت: "لا". قال: "فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟" قلت: "لا". قال: "فهل يغدر؟" قلت: "لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها". قال (أبو سفيان): ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة. قال: "فهل قاتلتموه؟" قلت: "نعم". قال: "فكيف كان قتالكم إياه؟" قلت: "الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه". قال: "بماذا يأمركم؟" قلت: "يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة".
فقال للترجمان: "قل له: سألتك عن نَسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قط؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتي بقول قيل قبله. وسألتك هل كان في آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، قلت: لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك أيرتد أحد سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بماذا يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه".
ثم دعا بكتاب رسول الله الذي بعث به إليه مع دحية بن خليفة الكلبي، فقرأه. قال أبو سفيان: "فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، فأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة؛ إنه ليخافه ملك بني الأصفر. فما زلت موقنًا أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام".
ففي هذه القصة آيات بينات ودلالات واضحات على نبوته ، وأنه صادق فيما جاء به. ومحل الشاهد من القصة شهادة أبي سفيان بن حرب -وهو من أشد أعدائه في ذلك الوقت- على اتصاف الرسول قبل أن يبعثه الله بالصدق، وأنهم لا يتهمونه بالكذب وبالوفاء، وأنه لا يغدر.

6- شهادة السائب المخزومي له r بحسن المعاملة والرفق قبل النبوة:


روى أبو داود وغيره أن السائب المخزومي كان شريك النبي قبل البعثة، فجاء يوم الفتح فقال: "مرحبا بأخي وشريكي، لا يداري ولا يماري". وفي لفظ: أنه قال للنبي : "كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك، لا تداريني

ولا تماريني". وفي لفظ: "شريكي ونعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري".

7- شهادة عبد الله بن سلام t بصدقه r:


روى أحمد وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام قال: (لما قدم النبي المدينة كنت ممن انجفلَ، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فسمعته يقول: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
8- شهادة مكرز بن حفص بن الأحنف لهr بالوفاء في جميع مراحل حياته:
كان رسول الله عام الحديبية قد أبرم صلحًا بينه وبين قريش على أن يرجع ويعتمر من العام المقبل، ومن الشروط التي اشترطتها قريش على رسول الله أن يدخل مكة بسلاح الراكب فقط (السيوف مغمدة)، فلما قدم في عمرة القضاء استعد بالخيل والسلاح لا ليدخل بها الحرم وإنما لتكون في متناول يده لو نكثت قريش، وعندما قرب من الحرم بعث بها إلى يأجح. وكان خبر ذلك السلاح قد بلغ قريشًا، فبعثت مكرز بن حفص في نفر من قريش إلى رسول الله فقالوا: "يا محمد، ما عرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر، تدخل بالسلاح في الحرم على قومك وقد شرطت لهم أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر". فقال : "إني لا أدخل عليهم بالسلاح، وقد بعثنا به إلى يأجج". فقال مكرز: "بهذا عرفناك بالبر والوفاء".
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image003%2825%29

أخلاقه r في القرآن
تفضل الله تعالى على خليله محمد بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ثم أثنى عليه ونوَّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتاب الله العزيز، أقتصر على إيراد بعضها، من ذلك قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
فقد أخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة عما كان عليه المصطفى من أخلاق فاضلة، ووصف خلقه بأنه عظيم، وأكد ذلك بثلاثة أشياء: بالإقسام عليه بالقلم وما يسطرون، وتصديره بأن، وإدخال اللام على الخبر، وكلها من أدوات تأكيد الكلام.
وذلك الخلق العظيم الذي كان منه ، ورد تفسيره عن السلف الصالح بعبارات متقاربة؛ ففسره ابن عباس بأن الدين العظيم وهو دين الإسلام، وبهذا التفسير فسره أيضًا مجاهد والسدي والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم، وفسره الحسن بأنه آداب القرآن. وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة أنها سئلت عن خلقه ، فقالت: (كان خلقه القرآن). ومعنى ذلك أن امتثال ما أمره الله به واجتناب ما نهاه عنه في القرآن، وصار له خلق وسجية، وقد أشارت عائشة -رضي الله عنها- إلى ما يوضح هذا المعنى في حديث آخر متفق على صحته، وهو أنها قالت: (كان رسول الله يقول في ركوعه: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي. يتأول القرآن). أي: كان يدعو بهذا الدعاء؛ امتثالاً لما أمره الله به في سورة النصر في قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} [النصر: 3].
وقد نوه سبحانه بما جبل نبيه عليه من الرحمة والرأفة بالمؤمنين، والحرص على ما ينفعهم في دينهم وأخراهم، والتألم من كل ما يشق عليهم بقوله سبحانه ممتنًا على المؤمنين بإرساله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]. وقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ والأغلالَ} [الأعراف: 157]. وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7].
وأشار سبحانه إلى ما اتصف به من اللطف والرفق بأمته بقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]. أما ما اتصف به من النصح والأمانة والقيام بأداء الرسالة على الوجه الذي أراده الله، فقد ذكره سبحانه بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 1-4]. ويقول تعالى -يعني محمدًا -: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24]. وفيها قراءتان: بالظاء والمراد به المتهم، وبالضاد والمراد به البخيل، وكلا هذين منفيٌّ عنه ، فليس هو متهم بكتمان ما أرسله الله به، وليس ببخيل بما أنزل الله عليه، بل يبذله لكل أحد.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
Noraan
Admin
Admin
Noraan


عدد المساهمات : 4522
تاريخ التسجيل : 27/11/2015
الموقع :

صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: أخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام   صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين مايو 23, 2016 2:11 am


صفات رسول الله صل الله عليه وسلم Image002%2865%29



أخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام





أخلاقه r في سنته وأقوال صحابته


كان رسول الله قبل أن يبعثه الله بالرسالة العظمى في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة صدقًا وأمانة وكرمًا وحلمًا وشجاعة وعفة وقناعة، وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار من حصل على واحدة منها، فضلاً عمن جمعت له وتوفرت فيه.
ولما بعثه الله سبحانه بالنور والهدى إلى الثقلين الجن والإنس زاده الله قوة في هذه الخصال الحميدة إلى قوته حتى بلغ الحد الأعلى الذي يمكن أن يصل إليه إنسان مصدق رسول الله ، حيث قال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق". وقد نوه الله سبحانه بتفضله وامتنانه على نبيه وخليله محمد في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]. وقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [الشورى: 52، 53]. وقوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح: 1- 3].
وقد اختار سبحانه لنبيه أصحابا هم خير هذه الأمة المحمدية التي هي خير الأمم، وقفوا حياتهم في سبيل تبليغ دعوته وحفظ سنته، تحقيقًا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. ورثوا عن نبيهم ما جاء به من الحق، ورثوه لمن جاء بعدهم حتى هيأ الله له رجالاً قاموا بتدوينه منهم، بل على رأسهم الإمامان الجليلان البخاري ومسلم وغيرهما من المحدثين، فقد أفنوا أعمارهم -جزاهم الله خير الجزاء- في تقييد تلك الدور الثمينة التي ورثوها عن نبيهم محمد بواسطة السلاسل الذهبية المتصلة بأمثال مالك ونافع وشعبة وأحمد وعلي بن المديني، وغيرهم من خيار هذه الأمة، وهذه الدرر الثمينة التي توارثوها ونعم الإرث! هي تشمل أقواله صلى الله عليه سلم وأفعاله وتقريراته وبيان خلقه وأخلاقه؛ ولهذا يعرِّف المحدثون الحديث بأنه ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خلقي أو خلقي.
ولقد اعتنى هؤلاء الورثة الكرام بتدوين ما جاءهم عن نبيهم على سبيل العموم، وبما يتعلق بأخلاقه ومزاياه على سبيل الخصوص، فمنهم من أفرد ذلك بالتأليف، ومنهم من عقد له أبوابًا خاصة ضمن المؤلفات العامة، أورد فيها ما يتصل بخوفه ورجائه وخشيته لربه، وجوده وكرمه وإيثاره وحياته ووفائه وصدقة وأمانته وإخلاصه وشكره وصبره وحلمه وكثرة احتماله، ورفقه بأمته وحرصه على التيسير عليها، وعفوه وشجاعته وتواضعه وعدله وزهده وقناعته، وصلته لرحمه، وكثرة تبسمه، وعفته وغيرته، إلى غير ذلك من آحاد حسن خلقه .

تفصيل القول في أخلاقه r

وهذه الأخلاق التي أشرنا على بعض آحادها يحتاج تفصيلها وبسط القول فيها إلى عدة محاضرات. أما المحاضرة الواحدة فلا تكفي إلا للإشارة إلى بعض تلك الأخلاق والمزايا الحميدة التي أوتيها ، فأجدني مضطرًّا إلى الاقتضاب والإيجاز حسب الإمكان.
- جُوده وكرمه r:
وقد بلغ صلوات الله وسلامه عليه في خلق الجود والكرم مبلغًا لم يبلغه غيره، ووصل فيه إلى الغاية التي ينتهي عندها الكمال الإنساني. ومن توفيق الله له أن جعل جوده يتضاعف في الأزمنة الفاضلة، يقول ابن عباس في الحديث الصحيح: (كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة).
جاد بنفسه في سبيل الله فكسرت رباعيته وشج وجهه وسال الدم منه صلوات الله وسلامه عليه. والجود بالنفس أقصى غاية الجود؛ وجاد بجاهه ومن أمثلة ذلك شفاعته لمغيث زوج بريرة -رضي الله عنهما- لما عتقت واختارت فراقه، أشار عليها أن تبقى في عصمته رحمة منه بزوجها مغيث.
وأخص الأمثلة في ذلك ما أخبر به من شفاعته في أهل الموقف التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل فتنتهي إليه، فيقول : "أنا لها". وقد صح عنه أنه قال: "لكل نبي دعوة مستجابة قد دعا بها فاستجيب له، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".
وجاد بما أعطاه الله من المال فما سئل شيئًا من الدنيا قط فقال لا، ولقد جاءت إليه امرأة ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها. فأخذها محتاجًا إليها ولبسها، فقال رجل من الصحابة: (أكسينها يا رسول الله). فقال : "نعم". فدخل منزله فطواها وبعث بها إليه، فقال له بعض الصحابة: "ما أحسنت، لبسها رسول الله محتاجًا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلاً". فقال: "إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني". قال سهل بن سعد : "فكانت كفنه".
هذا مثل من أمثال اتصافه بهذا الخلق الكريم، فهل بعد هذا كرم يصدر من مخلوق؟ وهل وراء هذا الإيثار إيثار؟ ولقد وصف الله الأنصار في كتابه العزيز بصفة الإيثار في قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]. وهذه الصفة الكريمة التي اتصفوا بها أسوتهم فيها وفي غيرها من مكارم الأخلاق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، يقول سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. ولما رجع من حنين التف حوله الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه، فوقف النبي وقال: "أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعمًا لقسمتها بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذابًا ولا جبانًا" .
وجوده في العطاء لبعض الناس إنما هو لتأليفهم على الإسلام، فكثيرًا ما كان يخص حديثي العهد بالإسلام بوافر العطاء دون من تمكَّن الإيمان في نفوسهم؛ ففي غزوة حنين أعطى أكابر قريش المئات من الإبل ومنهم صفوان بن أمية، فقد روى مسلم في صحيحه أنه قال: "لقد أعطاني رسول الله ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه من أحب الناس إلي". وروى أيضًا عن أنس قال: "ما سئل رسول الله على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر".
وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرًا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها، أعطى رسول الله ذلك الرجل تلك الغنم الكثيرة التي لكثرتها ملأت ما بين جبلين، وماذا كانت نتيجة هذا الإعطاء من رسول الله ؟ لقد كانت حصول الغرض الذي من أجله أعطاه، وهي أنه أصبح داعية لرسول الله . لقد كان بدافع من نفسه رسولاً لرسول الله إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ويبين لهم كرم رسول الله ، وأنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وهكذا كان رسول الله يبذل المال في سبيل نصرة الإسلام، والدعوة إليه، والترغيب فيه، ينفق مال الله الذي آتاه في سبيل الله حتى توفاه الله ودرعه مرهونة في دَيْنٍ عليه، صلوات الله وسلامه عليه.


المصدر: موقع طريق القرآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lomiblack.yoo7.com
 
صفات رسول الله صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الملكة بلقيس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قصص القرآن”
» فيلم تفصيلي للبيت الذي سكن فيه رسول الله صلي الله عليه و سلم
» زوجات النبي صل الله عليه وسلم
»  سجود البعير لنبي الله صلى الله عليه وسلم وشكواه له
» اجمل كلام عن سيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم - مع الشيخ بدر المشاري حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منٌتُدُى حًنٌيّنٌ ٱلشّوِقَ  :: إسلاميات :: منتدى الأسلامي العام :: منتدى السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: